مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب يفتتح نسخته الـ 11 وفلسطين ضيف الشرف

أضف النص الخاص بالعنوان هنا

صحيفة قطوف

انطلقت أمس الأحد (الموافق 6 أكتوبر 2024) فعاليات النسخة الحادية عشرة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب التي تقام تحت رعاية قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بحضور الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، والشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، مدير عام مؤسسة (فن) والمهرجان، وكوكبة من الفنانين والمخرجين والعاملين في القطاع السينمائي وضيوف الشرف من دولة الإمارات والعالم، ومن أبرزهم الفنانة يسرا والفنانة هدى حسين والفنان جابر نغموش، والفنان أحمد الجسمي، والفنانة شجون، وغيرهم.

وشهد الحفل الذي أقيم في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، إطلاق مبادرة “ضيف شرف المهرجان”، حيث تم اختيار فلسطين أول ضيف للمهرجان، وذلك احتفاءً بتنوعها وعراقتها ومساهماتها في إثراء السينما العربية، حيث سيتضمن المهرجان الذي يستمر حتى 12 أكتوبر الجاري، عرض تشكيلة أفلام فلسطينية ستمكن الجمهور من استكشاف تفاصيل المجتمع الفلسطيني وثقافته وعاداته وتقاليده وتاريخ السينما الفلسطينية وما رافقها من تحولات مكنتها من إثبات حضورها في مختلف المهرجانات السينمائية العالمية، والمنافسة على جائزة الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي.

وفي كلمتها، أكدت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي أن المهرجان يواصل مسيرته الهادفة إلى بناء جيل مبدع متمسك بهويته وثقافته وتراثه وقيمه المجتمعية، ما يعكس رؤية إمارة الشارقة وأهداف مشروعها الثقافي الكبير. وقالت: “يحتفي المهرجان بروائع السينما في أحضان الشارقة التي التزمت بدعم الطفل وعملت على رفع شأنه وإعداده للمستقبل، تجسيداً لرؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن

محمد القاسمي، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حيث يواصلا العمل على تعزيز وعي الأطفال والشباب الفكري والثقافي والإبداعي، وبناء شخصياتهم عبر تمكينهم ودعمهم ودمجهم في مسيرة التنمية والبناء.”، وعبرت عن اعتزازها باختيار فلسطين ضيف شرف المهرجان. وأضافت: “لأول مرة تحل فلسطين ضيف شرف على المهرجان، تحضر بيننا بتاريخها وبكل جمالياتها وروائعها، وثقافتها، وإنسانيتها وقضيتها العادلة، وتطل علينا بهويتها العريقة وأصولها العربية، وأفلامها السينمائية التي كانت على الدوام شاهداً على المكان والبشر بحكاياتهم وتفاصيل حياتهم لتترسخ في ذاكرتنا جميعا، حيث نحتفي عبر المهرجان بإنجازات السينما الفلسطينية التي أثرت على مدار عقود طويلة ذاكرة السينما العربية والعالمية بأعمال خالدة”.

من جانبه، قال الفنان الإماراتي عبد الله بن حيدر: “يعكس مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب روح الفن والإبداع، ونجح على مدار سنواته في إثبات قدرته على التألق والتجديد، وتحول إلى جسر يربط بين أحلام وطموحات شبابنا وبين صناعة السينما وفضائها الواسع، وفي الوقت الذي نحتفي بدورته الـ 11، نتذكر أهمية دعم الشباب واليافعين الذين يمثلون قلب المجتمع النابض، ومنحهم ما يحتاجونه من فرص تساهم في تمكينهم وتطوير مهاراتهم، والاستفادة من طاقتهم وأفكارهم في رسم ملامح المستقبل”. وأضاف: “في ظل ما نشهده من تطور تقني تحولت السينما إلى منصة تتيح للشباب فرصة التعبير عن رؤاهم وأحلامهم والاستفادة مما تقدمه المهرجانات من برامج مختلفة تفتح آفاق الشباب الفكرية، وتمنحهم الفرصة للتعلم والتجربة والتوجيه المناسب”.

دراما واقعية

ولفتت الفنانة ياسمين المصري في كلمتها إلى أهمية الحدث وضرورة استخدام السرد القصصي كأداة لتجاوز الحدود وجسر يربط بين الثقافات. وقالت: “يشكل الشباب في المنطقة العربية نحو 30% من السكان أي نحو 110 ملايين شخص، وفي عالم يتحدث فيه 372 مليون شخص اللغة العربية، تبرز أهمية معنى كلمة التعاطف، حيث لا يمكننا تجاهل الحقائق القاسية التي يواجهها الشباب الفلسطيني، وأهمها حرمانه وسلبه من حقوق الحياة الكريمة وأولها الصحة والتعليم، وهو ما يتطلب التدخل لتقديم الدعم والتعاطف والتكافل، فما نمر به ليس أزمة سياسية وإنما أزمة إنسانية”. وتابعت: “أؤمن بالسرد القصصي كسلاح ضد العنصرية والكراهية والتميز، والقوالب النمطية التي تسعى الى تشويه صورة وهوية الإنسان العربي، وبلا شك أن دعم المهرجان للشباب من كتاب ومخرجين، وصناع أفلام ومسلسلات، ومحتوى، سيمكننا من تعريف العالم على ثقافتنا الثرية وتجربتنا الإنسانية الشاملة”.

وتابع ضيوف المهرجان خلال الحفل مشاهد الدراما الوثائقية “خبرهن عاللي صاير” التي تسلط الضوء على مشاعرنا منظور البيت الذي يمثل حاضنة دافئة للعائلات، وذلك من خلال الأصوات التي تتردد في فضائه، ويطل من بينها صوت الطفلة “حبيبة”، ابنة غزة، التي تمثل رمزية للصمود والتمسك بالأرض، وفي هذا الإطار، أشار مخرج العمل عمر وليد في كلمته، إلى أن فكرة فيلمه مستلهمة من طبيعة الأوضاع الراهنة في قطاع غزة وما يشهده من تدمير نتيجة الحرب الدائرة فيه، مؤكداً أن توثيق ما يحدث على أرض الواقع يمثل أحد أهم أدوار الفن والسينما. وقال: “عام كامل أثر فينا جميعاً كشعوب عربية، لم تَعد الحياة كما كانت من قبل، ونحن هنا لاستخدام قوتنا الناعمة وإيصال صوتنا إلى العالم، حيث يتثمل دور صناع الأفلام في توثيق الأحداث والمشاعر نفسها ونقلها إلى العالم”.

تقدير الإنجازات

حفل افتتاح المهرجان لم يكن ليمضي دون تتويج نخبة من الفنانين بجائزة الإنجاز مدى الحياة على مستوى الإمارات والخليج والمنطقة العربية، والتي استحقها هذا العام كل من الفنان الإماراتي جابر نغموش، والفنانة الكويتية هدى حسين، والفنانة المصرية يسرا، تقديراً لإنجازاتهم وإسهاماتهم في إثراء الفن بشكل عام، عبر ما قدموه من أعمال درامية ومسرحية وسينمائية تركت بصمة لامعة في الذاكرة العربية.

كما تم أيضاً الكشف عن أعضاء لجان تحكيم المهرجان التي تضم نحو 18 مخرجاً وخبيراً من مختلف دول العالم، ومن أبرزهم: الفنانة شجون الهاجري ومحمد العوبثاني وسيباستيان رايخولد، وحنا عطالله ورزان طقش وسؤدد كعدان، وجيتيندرا ميشر  وسوزان جونستون وأحمد زين، وغيرهم، والذين سيتولون مهمة تقييم الأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان المختلفة، والتي تتضمن: “أفلام من صنع الطلبة” التي ستشهد منافسة 19 فيلماً، وفئة “الأفلام الروائية القصيرة ” وستضم 11 فيلماً، وفئة “الأفلام الروائية العربية القصيرة”، وفئة “أفلام الرسوم المتحركة القصيرة”، وفئة “أفلام الرسوم المتحركة الطويلة”، وفئة “أفلام روائية طويلة”، وفئة “أفلام وثائقية”، فيما يشارك في تحكيم الأعمال المقدمة عن فئة “أفلام من صنع الأطفال واليافعين” 20 محكماً واعداً بينهم مجموعة من الأطفال والشباب الذين يشاركون للمرة الأولى في المهرجان.

سوق أفلام المهرجان

وتتضمن نسخة المهرجان الحالية عرض اكثر من 90 فيلم، تم اختيارها بعناية من أكثر من 70 دولة، من بينها زيمبابوي التي تشارك للمرة الأولى في المهرجان الذي تمكن هذا العام من استقطاب مجموعة واسعة من الأعمال السينمائية التي تمثل سلطنة عمان ومصر وفرنسا، وإيران وروسيا والمملكة العربية السعودية، وفلسطين وكوريا الجنوبية وإسبانيا وألمانيا، فيما تستضيف منصة “السجادة الخضراء” 3 أفلام تعرض للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الفيلم الكويتي “عماكور” من إخراج أحمد الخضري وبطولة خالد أمين، سماح، حسين الشيرازي ، وفيلم “الأستاذ” من اخراج فرح نابلسي، وفيلم المغامرات “ديبلودوكس” للمخرج فويتيك واوززيك، وهو من إنتاج سلوفاكيا والتشيك وبولندا.

من جهة أخرى، يستضيف سوق “أفلام المهرجان” الذي يمثل منصة للمخرجين والمهتمين بصناعة السينما من المنتجين، سلسلة من اللقاءات التي تتيح لصناع الأفلام وأصحاب المواهب الناشئة والطلبة فرصة عرض مشاريعهم وأفكارهم أمام خبراء الصناعة والتواصل معهم، إلى جانب تنظيم مجموعة من ورش العمل والحلقات النقاشية والجلسات الحوارية بمشاركة كوكبة من المخرجين والفنانين والمتخصصين، حيث سيناقشون خلالها العديد من المحاور والقضايا السينمائية وتأثيراتها على الصناعة.

شاهد أيضاً