ما هي المدة الأمثل لاستخدام للشاشات حسب العمر

أضف النص الخاص بالعنوان هنا

صحيفة قطوف

في ظل انتشار الأجهزة الرقمية في المنازل والأماكن العامة، يصادف الأطفال في عالمنا اليوم شاشات أكثر مما يصادفون أشجارًا. لا شك بأن استخدام هذه الأجهزة مفيد للأطفال المهتمين بالتكنولوجيا، لكن من الضروري التفكير بالآثار الجانبية المحتملة لقضاء الوقت الطويل أمام الشاشات على نمو الأطفال وتطورهم. وهذا ما دفع بابيلو فاميلي، الشركة الرائدة عالميًا في مجال التعليم، إلى إجراء الأبحاث اللازمة وإعداد إرشادات عملية لمساعدة أولياء الأمور على التعامل مع أطفالهم في ظل هذه البيئة المليئة بالشاشات، بهدف تقديم نصيحة واضحة وعملية حول تعرض الأطفال للشاشات حسب العمر. وراجع الفريق الدراسات الصادرة عن منظمات مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف، وتواصلوا مع خبراء في مجال التعليم وذلك حرصًا على تقديم المعلومة الشاملة.

خلال مراحل الطفولة المبكرة، تنمو أدمغة الأطفال بسرعة، وتكوّن ما يصل إلى مليون رابطة عصبية في الثانية الواحدة، خاصةً بالنسبة إلى الأطفال في السنة الأولى من عمرهم. تقوى هذه الروابط عندما يتفاعل الأطفال مع المربيين الموثوق بهم، وهو ما يُعرف أيضًا باسم “التقديم والإرجاع”. تعجز الشاشات عن تقديم تجربة مماثلة وتفشل في تقديم النوع الصحيح من التحفيز، ذلك لأن الأطفال بحاجة إلى تفاعل ورد فعل حقيقي ثلاثي الأبعاد.

يتعلم الأطفال باللمس والحركة والاستكشاف. ولهذا من المهم للغاية تقليل وقت استخدام الشاشات وتشجيع اللعب النشط بدلاً من ذلك، لا سيما أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات قد يؤدي إلى تأخر النمو اللغوي لدى الأطفال بعمر العامين، وزيادة مؤشر كتلة الجسم، وتقليل ساعات نومهم أيضاً. إضافةً إلى أن تشغيل التلفاز بشكل دائم قد يؤدي إلى تقليل عدد الكلمات التي يجب أن يسمعها الطفل بـ 13,000 كلمة في الأسبوع، الأمر الذي يؤثر سلباً على مهاراته اللغوية. ونعم، يؤثر أيضاً على  بصره، ولهذا فإن حالات قصر النظر بين الأطفال في ازدياد.

فيما يأتي بعض الإرشادات لتنظيم وقت استخدام الأطفال للشاشات، يقدمها سريديفي راغافان، نائب الرئيس الأول للتعليم والجودة والاستدامة لدى بابيلو فاميلي :

للأطفال من عمر 0 إلى 3 سنوات

لا شاشات للأطفال دون سن الثانية أو حتى تنمو لديهم مهارات لغوية قوية. بالنسبة إلى الأطفال بين 2-3 سنوات، يجب تقليل وقت استخدام الشاشات إلى أقل وقت ممكن (30 دقيقة في اليوم) مع الإشراف عليهم دائمًا. في الحقيقة، قد يكون وقت استخدام الشاشات مفيدًا جدًا للأطفال إذا كان وقتًا مشتركًا يستمتع فيه الأطفال سويًا مع أولياء أمورهم، وإن كان من المستحسن تشجيع الحركة واللعب التفاعلي بدلاً من الشاشات والابتعاد تمامًا عن استخدام الشاشات غير الخاضع للإشراف.

للأطفال من عمر 3 إلى 6 سنوات

بالنسبة لمرحلة ما قبل المدرسة، يُنصح بالحد من وقت استخدام الشاشات إلى ما لا يزيد عن ساعة واحدة يوميًا مع الحرص على أن يكون ذلك خاضعًا للإشراف. اختر جهازاً واحد فقط ليستخدمه الطفل، مع إبقاء الوقت المسموح قصيراً، وقضاءه في مشاهدة مقاطع الكرتون القصيرة والمحتوى الذي تسهل مشاهدته. امنع جميع الألعاب عبر الإنترنت، باستثناء الألعاب اللوحية. حدد طقوسًا لوقت استخدام الشاشات، لكي تساعد الطفل على فهم متى يبدأ ومتى ينتهي. تجنب استخدام الشاشات في غرف النوم، وقبل المدرسة، وأثناء تناول الوجبات، وقبل النوم. استخدم تطبيقات مراقبة وقت استخدام الشاشات في وضع حدود مقصودة ومعقولة.

للمتخصصين بمجال التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة

بالنسبة إلى مَن يعملون مع الأطفال الصغار، بإمكان التكنلوجيا أن تحسّن من عملية التعلم، ولذلك، ينبغي للخبراء تثقيف أنفسهم وتعليم الأطفال التصفح الآمن، وسلامة الإنترنت، ومخاطر التنمر الإلكتروني. ويمكن الاعتماد عليها أيضاً لدعم عمل الخبير دون إشراك الأطفال بشكل مباشر.

في هذا الصدد، قالت مي زلط، رئيسة قسم التعليم في حضانة بلوسوم: “يمنح معلمونا الأولوية لتجارب البرمجة العملية على استخدام الشاشات الرقمية؛ حيث يشارك الأطفال بسن 3-5 سنوات، في مختبر الابتكار في البرشاء، ويتعلمون حل المشكلات بصورة تعاونية، من خلال اللعب والتجريب والعمل الجماعي. نحن نركز على التفاعل والتعاون، لأننا نؤمن بأنهما مفتاح تعزيز الإبداع والتفكير النقدي. ولدعم أولياء الأمور في تقليل وقت استخدام الشاشات في المنزل، نقدم لهم اقتراحات لأنشطة بديلة ونطلعهم على الأبحاث التي تسلط الضوء على أهمية الحد من تعرض الأطفال الصغار للشاشات”.

إن إدارة وقت تعرض الأطفال الصغار للشاشات هي جزء جوهري من تربية الأطفال في العصر الحديث. لكن اتباع هذه الإرشادات، يساعد أولية الأمور على التأكد من استخدام أطفالهم للشاشات بطريقة مفيدة وآمنة ويدعم نموهم الصحي؛ حيث يوفّر نهج بابيلو فاميلي إطارًا متينًا لإدخال الشاشات في حياة الأطفال بطريقة مدروسة؛ والحفاظ على استخدامها بشكل معتدل وممتع، والأهم من ذلك، بشكل آمن.

شاهد أيضاً