اختتام فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر شعبة الإمارات لاقتصاديات الصحة 2024 في دبي لبحث مستقبل تمويل الرعاية الصحية والابتكارات العالمي

أضف النص الخاص بالعنوان هنا

صحيفة قطوف

 اختتمت مؤخرا فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر “شعبة الإمارات لاقتصاديات الصحة 2024” في فندق جميرا أبراج الإمارات بدبي، بمشاركة نخبة من الخبراء العالميين من مختلف دول العالم. والذي انطلق من 2- 4 أكتوبر الجاري، حيث يهدف إلى مناقشة التحديات العالمية والإقليمية في مجال اقتصاديات الصحة، مع التركيز على استراتيجيات التمويل الصحي المستدام وتطوير الأنظمة الصحية المعتمدة على القيمة.

الريادة في اقتصاديات الصحة

وأكدت سعادة الدكتورة فاطمة الكعبي مدير عام مؤسسة الامارات للدواء أن دولة الإمارات حققت  الريادة في مجال اقتصاديات الصحة على مستوى المنطقة والعالم، وذلك بفضل رؤية ودعم القيادة الحكيمة لتطوير قطاع صحي مستدام ومبتكر، وذلك من خلال الإصدار المنتظم للحساب الصحي الوطني الذي يساعد في رصد وتحليل التقدم المحرز في الإنفاق الصحي بشكل منهجي، ويسمح بتحسين التخطيط ووضع سياسات قائمة على الأدلة للصحة والتمويل المستدام وتخصيص الموارد والاستثمارات المستقبلية بشكل مناسب، بما يسهم في حوكمة النظام الصحي وتعزيز تنافسيته ليصبح أكثر استجابة لاحتياجات المجتمع مع تعزيز الشفافية والمساءلة.

نماذج تمويل مبتكرة للأدوية

وأضافت سعادتها: تولي مؤسسة الإمارات للدواء أهمية حيوية لتطبيق مبادئ اقتصاديات الصحة في صناعة القرار وصياغة السياسات. وتشكل الديناميكيات المترابطة بين التمويل والاقتصاد والسياسات واللوائح والرعاية الصحية أحد محاور عملنا وتعزيز جهودنا نحو بناء نظام صحي مستدام وفعال. كما تعمل المؤسسة على تطوير نماذج تمويل مبتكرة للأدوية والعلاجات الجديدة، بما يضمن الوصول العادل إليها مع الحفاظ على استدامة النظام الصحي، إلى جانب دعم دراسات اقتصادية دورية لتقييم أثر سياسات التسعير على السوق الدوائي والاقتصاد الكلي والاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتنظيم البيانات الصحية.

أوضحت الدكتورة سارة الدلال، رئيسة شعبة الإمارات لاقتصاديات الصحة، أن المؤتمر يشكل منصة استراتيجية تجمع نخبة من الخبراء العالميين لمناقشة التحديات الحالية والمستقبلية في قطاع الرعاية الصحية، واستكشاف المبادرات المبتكرة لتطوير أنظمة صحية متقدمة. وركزت الجلسات على الأنظمة الصحية القائمة على القيمة، بمشاركة وزارات الصحة من دول الخليج وخبراء من الولايات المتحدة، كندا، ألمانيا، وفرنسا، إلى جانب مختصين من دول عربية مثل مصر، الجزائر.

وأشارت الدكتورة الدلال إلى أن المؤتمر عرض دراسات رائدة تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام الميزانيات الصحية، كما ويستعرض الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في تعزيز جودة الرعاية الصحية. كما سلط الضوء على دور القطاع الخاص في تقليص الفوارق الصحية وتقديم حلول مبتكرة للوقاية من الأمراض ومواجهة التحديات الصحية مثل امراض السرطانات والأمراض المزمنة، بما يسهم في تحسين مخرجات النظام الصحي.

ومن جهته، أكد الدكتور محمد فرغلي أستاذ الطب واستشاري امراض السكري ومؤسس مركز القيمة، على أهمية دراسة أُسس الإنفاق الصحي لضمان تحقيق توازن فعّال بين جودة الرعاية الصحية والتكاليف المرتبطة بها. وأشار إلى أن هذا التوازن يعدّ أساسياً لتحسين كفاءة الأنظمة الصحية، مما يسمح بتوفير خدمات رعاية صحية عالية الجودة للمواطنين والمقيمين في الإمارات.

اليوم الأول:

تضمنت فاعليات اليوم الاول للمؤتمر جلسة رئيسية بعنوان “الاتجاهات العالمية والتحديات في تمويل الرعاية الصحية” قدمها الدكتور أجاي تاندون خبير اقتصادي في الممارسات العالمية للصحة والتغذية والسكان من البنك الدولي، تلاها مداخلات متعددة من أبرز المتخصصين. وشملت الجلسات في اليوم الأول مناقشات حول تقييم النتائج الصحية لأغراض التقييم الاقتصادي قدمها البروفيسور بول كايند، أستاذ فخري، قسم أبحاث الصحة التطبيقية، معهد علم الأوبئة والرعاية الصحية، كلية لندن الجامعية، بالمملكة المتحدة، بالإضافة إلى جلسة حول الإنفاق الصحي الكارثي مع البروفيسور جون أتابوبا. كما تناول المؤتمر أهمية إشراك المرضى في تقييم التكنولوجيا الصحية واختُتمت الجلسات بمناقشة الدكتور محمد فرغلي حول التحولات في الرعاية الصحية القائمة على القيمة في الإمارات.

كما شهد اليوم الأول جلسة حوارية حول المنظور الجديد للابتكارات الطبية بحضور السيد مروان جناحي المدير التنفيذي لمجمع دبي للعلوم، والدكتور محمد البيطار مستشار مركز الأبحاث والابتكار، دائرة الصحة بأبوظبي، والدكتورة ذكرى حسن مدير قسم الأدوية والمنتجات الطبية بوزارة الصحة بأبوظبي.

اليوم الثاني:

شهد اليوم الثاني استكمال المناقشات حول التحديات الصحية البيئية وتأثير التغير المناخي على النظم الصحية. قدم البروفيسور أندرو بريغز أستاذ اقتصاديات الصحة، قسم أبحاث وسياسات الخدمات الصحية، كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، المملكة المتحدة، جلسة حول الاعتبارات البيئية في تقييم الصحة، بينما قاد الأستاذ الدكتور عبد الله شهاب، استشاري أمراض القلب التداخلية، ونائب رئيس جمعية القلب الإماراتية والجمعية الخليجية لقسطرة القلب، وأستاذ الطب بجامعة الإمارات العربية المتحدة جلسات حول إدارة السمنة وأمراض القلب، مشير إلى الحلول المستدامة التي يمكن أن تخفف من العبء المالي للأمراض المزمنة.

ومن خلال الجلسات الممتدة طوال اليوم تم تقديم رؤى جديدة ومبتكرة في علاجات بعض الأمراض مثل الصداع النصفي، سرطان الثدي، والتهاب الجلد التأتبي، بما يعزز الاستفادة القصوى من الموارد الصحية. كذلك اشارت الجلسات إلى أهمية الصحة النفسية حيث أصبح العلاج النفسي مطلبا استراتيجيا وليس رفاهية.

اليوم الثالث:

في اليوم الختامي، تركزت الجلسات حول استعراض اليات إدارة البيانات الصحية والحوكمة من خلال جلسة الدكتور ستيف ماكفيلي كبير الإحصائيين من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وكذلك مناقشات عن مستقبل تمويل الرعاية الصحية باستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وتأثيرها على تقديم الرعاية الصحية في المستقبل. كما شهدت الجلسات أحدث التطورات في المجال الصحي من مختلف دول الخليج حيث استضاف المؤتمر كبار المختصين من السعودية، والكويت، وعمان، والبحرين، وقطر.

كما شهد اليوم الثالث جلسات حول ديناميكيات سوق العمل الصحي، والتحولات في السياسات الصحية في المنطقة، مع تركيز خاص على التجارب السعودية والكويتية في هذا المجال. 

التوجه المستقبلي:

قدّم المؤتمر العديد من الأبحاث والدراسات حول تحليل فعالية التكلفة وتحليل تأثير الميزانية، إلى جانب دراسة منفردة ومتعمقة أجرتها شعبة الإمارات لاقتصاديات الصحة لتحديد الحد الأدنى لفعالية التكلفة مما يسهم ذلك بشكل كبير في تحسين كفاءة الخدمات الصحية مع الحفاظ على الموارد، بما يضمن استدامة تمويل الرعاية الصحية المقدمة، في ظل وجود الابتكارات العالمية وتعزيز فعالية النظام الصحي ككل.

تسعى شعبة الإمارات لاقتصاديات الصحة من خلال المؤتمر على توفير منصة لمشاركة أحدث التطورات في البحث العلمي وبناء جسور التعاون بين المختصين في هذا المجال على مستوى دول الخليج، إلى جانب مناقشة التحديات المشتركة والعمل على مواجهتها من خلال العديد من ورش العمل التي تهدف إلى تطوير الحلول المثلى.

بفضل هذه المبادرات، تصبح الإمارات نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، حيث تلتزم بتحسين نوعية الحياة لمواطنيها والمقيمين فيها من خلال تقديم حلول صحية مبتكرة ومستدامة تلبي الاحتياجات المتزايدة في عالم سريع التغير.

شاهد أيضاً